-->

القيمة والتقييم

القيمة والتقييم
    التقييم.لا تذهب الى هؤلاء الذين لا يعرفون قيمتك
    فى هذا الموضوع قصة نستفيد منها ان لا نذهب الى الذين لا يعرفون قيمتك.....

    من على فراش المرض،استدعى الفلاح العجوز ابنه الشاب الصغير وبصوت واهن قال له:اخلع الخاتم من اصبعى.
    _لماذا؟
    _أريدك أن تعرضه على الخواجا جورج الصائغ الذى يأتى بصفة دائمة إلى سوق القرية يوم الجمعة..
    _هل أبيعه؟
    _لا..أريدك فقط أن تقوم بتثمينه..اعرف لى ثمنه.
    ونفذ الابن رغبة الاب، عرض الخاتم على الصائغ المتجول فقال له: خمسة جنيهات.
    فلما أبلغ الأب قال له وهو يتنفس بصعوبة:أريدك أن تذهب به إلى المدينة، هناك فى مواجهة محطة القطارات،ستجد دكاناً صغيراً يتاجر فى المصوغات،أريدك أن تعرض عليه الخاتم وتعرف لى كم يدفع ثمناً له.
    ركب الشاب حماره وقطع حوالى عشرين كيلو متراً فى الذهاب ومثلها فى الإياب وعاد ليقول:ستة جنيهات.
    عند ذلك صمت الأب قليلاً ثم قال:غداً صباحاً تركب الأتوبيس إلى عاصمة المحافظة المحافظة..أريدك أن تطوف بالخاتم على كل محلات الصاغة..لابد أن نعرف ثمنه هناك؟.
    _هل ابيعه لأعلى سعر؟
    _لأ..أعرف لى قيمته فقط.
    نفذ الابن رغبة الاب وهو يشعر بالدهشة والضيق،غير أنه كان متعوداً على تنفيذ رغبة أبية باحترام كبير،قضى النهار كلة فى عاصمة المحافظه وعاد فى المساء بآخر أتوبيس ليقول:أعلى سعر له هو ثمانية جنيهات..
    فقال الاب وهو ينتزع كلماته بصعوبة:غداً فى الفجر، تركب القطار الى القاهرة،تنزل فى باب الحديد،تركب الترام إلى العتبه،ومن العتبة تذهب ماشياً إلى الموسكى وتسأل عن حى الصاغة،هناك عشرات المحلات التى تبيع وتشترى الذهب،لا تجهد نفسك اعرضه على عشر تجار فقط.
    فقال الابن الشاب :ولكن يا ابى..لقد أنفقت حتى الآن فى المواصلات ما يكاد يماثل ثمن الخاتم.
    فقال الاب: أعرف ذلك..ولكن نفذ ما أقول.
    ذهب الشاب إلى القاهرة فى الفجر وعاد فى المساء وهو يكاد يموت من التعب.فقال:قالوا أن ثمنه تسعة جنيهات.
    فقال الأب هامساً:أعرف أننى أضايقك ولكنها رغبتى الأخيرة،مرة أخرى ستعود القاهرة غداً صباحاً..هناك صائغ معين فى شارع عبد الخالق ثروت،هو يتعامل مع علية القوم وأفراد الاسر العريقة،أذهب إليه وأعرض علية الخاتم..
    _هل سأبيعه له؟
    _لا..أعرف لى ثمنه فقط.
    فى أدب ولكن فى غيظ نفذ الابن رغبة الأب وعاد فى المساء ليقول مندهشاً:قال مائة جنيه..تصور!
    فقال الأب:مائة جنيه هى قيمته الحقيقية والفعلية والواقعية.
    عند ذلك قال الابن وقد فشل فى إخفاء غضبه:"لماذا إذن ارسلتنى فى هذه الجولة المهلكة لكى تعرف شيئاً أنت تعرفه بالفعل من قبل ..؟
    عند ذلك قال الفلاح العجوز الذى علمته الحياة طوال آلاف السنين مالم تعلمه لأحد من البشر من قبل.قال:لقد تعمدت ذلك لكى أعلمك درساً هاماً فى هذه الدنيا..لا تذهب إلا لهؤلاء الذين يعرفون قيمتك..!
    قال ذلك ومات.        

    إرسال تعليق

    ط§ط¹ظ„ط§ظ† ظپظˆظ‚ ط§ظ„ظ…ظˆط§ط¶ظٹط¹