الدليل الوحيد على عملية التفكير داخل العقل البشرى .هو الألم،وليس معنى ذلك أن على من يفكر فى شئ أن يصرخ متوجعاً..آه..!
ولكن على الأقل أن ينعكس ذلك الألم أو ذلك الهم على نظراته ونبرات صوته.وهو ألم طبيعى، مصحوب بقلق صحى، من أجل الوصول للذة الحل..حل أى مشكلة .هذا هو ما يدور حوله موضوعنا . أتمنى لكم قراءة ممتعه.......
لم تقل لنا الحدوتة الشعبية السبب الذى من أجله غضب النبى سليمان عليه السلام على الهدهد غضبة كبرى.من المرجح أنه ارتكب حماقة بدافع من طيشه واعجابه بنفسه نظراً لتكوينه الرشيق الجميل.المهم أن النبى سليمان قرر أن ينزل به عقاباً رهيباً.لذلك استدعاه وقال له:لم تفلح معك محاولاتى لكى تسلك سلوكاً أرضى عنه،لذلك قررت أن أعاقبك هذه المرة بشكل رهيب.. سوف أرسل لك الفكر..ولن يجديك نفعاً أن تهرب إلى أى مكان..لن تستطيع الإختباء من الفكر..ولن تستطيع النجاة منه.سوف يعرف طريقة إليك.عند ذلك سيفعل بك كل ما هو مفزع، ويعذبك عذابا رهيباً..اهرب فوق السحاب..أو اذهب إلى آخر الأرض..أو اختبئ فى أعمق أعماق الغابة..أو قف على أعلى سارية مركب تبحر عباب المحيط..أو ابحث عن مغارة بعيدة فى الصحراء..كل ذلك لن يحميك من الفكر..أؤكد لك إنه سيعرف طريقة إليك.
شعر الهدهد بالإضطراب،فلم يكن قد سمع بهذا الاسم من قبل..(الفكر)..
عند ذلك قال :سيدى..ما هو الفكر؟
فأجابه:ستعرف عندما يصل إليك..لا داعى لآن تعرف الآن.
خرج الهدهد مرتبكا مشتت العقل.وفى الغابة سأل زملاءة الطيور..ما هو الفكر..؟
نظرت الطيور إليه صامتة فى إشفاق ورفضت الإجابة ثم طارت بعيدة عنه.استولى القلق على الهدهد وأخذ(يفكر)فى إضطراب وقلق..ما هو الفكر..؟
هل هو حيوان مفترس من حيوانات الغابة؟حسنا ،سأطير عاليا فى السماء فلا يستطيع الوصول إلى،من المؤكد أنه ليس من حيوانات الغابه المعروفة،وإلا لكنت قد سمعت باسمه من قبل، هل هو وحش بحرى لديه القدرة على الطيران؟..أو نوع من أنواع النسور المفترسة؟..وماذا سيفعل بالضبط؟..هل سيمزقنى بأسنانه؟..هل سيأكل جناحى وبذلك يقعدنى عن الطيران؟..أم إنه سيكتفى بنزع ريشى الجميل فأغدو قبيحاً مرفوضاً بين الطيور!
أسلمه((التفكير))فى الفكر إلى حالة نفسية وعصبية أصابته بالضعف والهزال وأفقدته القدرة على الطيران.
بدأ ريشه الجميل يتساقط.أصبح أشبه بالكتكوت المريض.
نفرت منه كل طيور الغابة الجميلة.عند ذلك حزم أمره وذهب زاحفاً إلى النبى سليمان عليه السلام ثم قال له فى ضعف وهو ينتزع الكلمات بصعوبة:سيدى..لقد انتظرت(الفكر)طويلا..لماذا لم ترسله لى؟.
فرد عليه النبى سليمان بابتسامة حانية:لقد أرسلته إليك..كل ما تعانيه الإن سببه الفكر..
وحتى الآن،عندما تسأل فى القرية المصرية عن أحوال شخص ما،الإجابة أحيانا هى:تعبان شويه،أصل عنده فكر..
الحب أيضاً فى الحدوتة الشعبية، يعتبر مصدراً للهم والفكر،مصدراً للألم.والحدوتة الشعبية هنا لا تحذرنا بالطبع من عملية التفكير نفسها ، فمن البديهى أن مؤلفها يتمتع بقدرةهائلة على التفكير الراقى،ولكن هدف الحدوتة الوحيد_كما أراه_هو أن تضع فى أيدينا وسيلة حقيقية وملموسة نكشف بها خصائص عملية التفكير نفسها والعناصر المرتبطة بها والمتزامنة معها ،وهى الهم والإهتمام..الحدوتة تقول:أن تكون مفكراً ومهتماً بشئ،فهذا يعنى إنك مهموم به،متألم بسببه،وإذا لم نكتشف ذلك فيك،فهذا يعنى_ولا مؤاخذة_نصاب،مهما كانت بلاغتك،ومهما كان حماسك،ومهما كانت صحة الأرقام التى تدلى بها أو الحجج التى تسوقها.
الدليل الوحيد على عملية التفكير داخل العقل البشرى.هو الألم،وليس معنى ذلك أن على من يفكر فى شئ أن يصرخ متوجعاً:آه..!
ولكن على الأقل أن ينعكس ذلك الألم أو ذلك الهم على نظراته ونبرات صوته.وهو ألم طبيعى، مصحوب بقلق صحى،من أجل تاوصول للذة الحل..حل أى مشكلة.
أتمنى لكم قراءةممتعة والله الموفق والمستعان وشكراً..............
تعليقات: 0
إرسال تعليق