نناقش فى هذا الموضوع أمراً هاماً وهو ..ايهما تفضل صاحب المعرفة او صاحب الحكمة؟
فى يوم من الايام قيل لاحد الامراء امراً فاراد ان يتحقق منة بنفسة،حيث قيل له عن وجود قاض عادل فى إمارتة،فتنكر الامير فى زى تاجر،وركب جواده وذهب للمدينه وعند مدخلها اقترب منه رجل كسيح يطلب الصدقة فاعطاه فتشبث الكسيح فى رداء التاجر فقال له التاجر ماذا تريد بعد الم اعطك الصدقه قال نعم ولكن اريدك ان تاخذنى معك الى ساحه المدينة فوافق واخده ورائه على الجواد وعندما وصلوا رفض الكسيح النزول عن ظهر الجواد وقال للتاجر:لم النزول والجواد ملكى؟
وعندما احتد النقاش بينهم ،اقترح الناس عليهم بالذهب للقاضى.
مضى الاثنان الى القاضى،وكان الناس مجتمعين فى المحكمة،والحاجب ينادى على المتخاصمين حسب الدور،فاستدعى القاضى نجارا وسمانا، كانا يتنازعان نقودا بيد النجار.
قال النجار:اشتريت من هذا الشخص سمنا،وعندما أخرجت محفظتى لأنقده الثمن،اختطفها من يدى محاولا انتزاع النقود،وهكذا جئنا إليك ،يده على يدى ومحفظتى،ولكن النقود نقودى .أما السمان فقال:هذا كذب. جاء النجار الى ليشترى سمنا،وبع ان ملأت له ابريقا كاملا طلب منى ان افك له قطعة ذهبية،فأخرجت المحفظة،ووضعتها على الطاولة فأخذهاوأراد الهرب فأمسكت به من يده وجئت به الى هنا.
صمت القاضى،ثم قال:اتركا النقود هنا واحضرا غدا.
وعندما حان دور التاجر والكسيح،قص التاجر ما حدث،ثم أشار القاضى للكسيح ان يأتى بحجتة.
قال الكسيح:هذا كذب كلة،كنت ممتطيا جوادى فى ساحة المدينة،أما هو فقد كان جالسا على الارض،فطلب منى ان أحملة،فسمحت له بركوب الجواد،ونقلته الى المكان الذى يرغب،ولكنة لم يرد النزول وادعى ملكيته للجوادزفكر القاضى،ثم قال:اتركا الجواد عندى واحضرا غدا.
فى اليوم التالى اجتمع المتخاصمون لسماع حكم القاضى ،فتقدم النجار والسمان اولا لمعرفة الحكم.
قالالقاضى للنجار:النقود ملكك، ثم أشار الى السمان قائلا:أما هذا فاضربوه بالعصا خمسين مره.
ثم استدعى الحاجب التاجر والكسيح،فوقفا بين يدى القاضى لسماع الحكم.
سأل القاضى التاجر :هل تستطيع معرفة جوادك من بين عشرين جوادا؟
قال التاجر :نعم.
سأل القاضى الكسيح:وأنت؟
قال الكسيح:نعم.
ثم اخذهما الى الاسطبل،فأشار التاجر فى الحال الى جواده،وقد ميزه من بين عشرين جواداً،وكذلك تعرف الكسيح على الجواد.
عاد القاضى الى مكانه ،وقال للتاجر: الجواد جوادك فخذه،أما الكسيح فاضربوه بالعصا خمسين مرة.
بعد انتهاء المحاكمة ذهب القاضى الى بيته،فسار التاجلا خلفه. فالتفت القاضى اليه وسأله:ما الذى تريد؟أم أنك غير راض عن قرارى؟
أجاب التاجر:بلى،ولكننى أردت أن أعلم كيف عرفت أن النقود ملك النجار وليست للسمان،وأن الجواد لى،وليس للكسيح؟
قال القاضى:أما أمر النجار والسمان،فقد وضعت النقود فى قدح ماء،ثم نظرت اليوم صباحا الى القدح لارى ما اذا كان السمن طافيا على سطح الما، فلو كانت النقود عائده للسمان،لكانت ملوثة بيديه الدسمتين،ولطفا السمن فى القدح،وأما مالك الجواد فكانت اصعب، فالكسيح أشار مثلك فى الحال الى الجواد من بين عشرين جوادا،ولكننى لم أقدكما الى الاسطبل لأرى ما اذا كنتما ستتعرفان على الجواد،بل لأرى أيكما سيتعرف عليه الجواد،عندما اقتربت انت منه التفت برأسه،ومده اليك،وعندمااقترب الكسيح اليه رفع أذنيه وقائمته مستنكرا،وهكذا عرفت أنك صاحب الجواد.
فقال التاجر آنذاك:أنا لست تاجراً،بل أمير البلاد،جئت إلى هنا لأعرف حقيقة ما يقال عنك،وها أنا أرى الآن أنك قاض حكيم،فاطلب منى ما شئت لأكفئك به.
قال القاضى:شكراً لك أيها الأمير،فأنا لا أحتاج مكافأة على أداء عملى بصدق وإخلاص .
تعليقات: 0
إرسال تعليق